أكد الباحث الإسلامي المتخصص في الفكر السلفي الجهادي الشيخ وائل البتيري، في مقابلة خاصة مع "المركز الفلسطيني للإعلام" اليوم الإثنين (17-
تنشر كاملة لاحقًا، أنه "كان ينبغي على جماعة "جند أنصار الله" أن لا تتعجل الانفصال عن الجسم الغُزِّيِّ بإعلان إمارة من طرف واحد"، مؤكدًا أن "قيام إمارة إسلامية تُحكم بالشريعة الإسلامية وترفع راية العدل والتوحيد على بقعة من بقاع الأرض حلمٌ يراود كل صادق في ولائه وانتمائه لهذا الدين العظيم"، وأضاف أن" الله سبحانه وتعالى جعل لكل أمرٍ عظيمٍ يصبو الناس للوصول إليه سننًا ونواميس لا تتغير ولا تتبدل، ومن ذلك إقامة دولة الإسلام، إلا أننا لا نتخيل أن ننام على فُرُشنا في الليل، ثم نستيقظ لنرى الحدود مقامة، وشرائع الإسلام تعم وجه البسيطة"، وخلص إلى أن "ما قامت به هذه الجماعة إنما هو استعجال لرؤية هذا الحلم الجميل"، مضيفًا أن "إعلانها أقرب إلى التحدي منه إلى النظرة الشرعية الفاحصة".
وقال الشيخ البتيري الذي أجرى حواره الشهير قبل أشهر مع "أبو محمد المقدسي" أحد منظري السلفية في العالم "إن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" كانت لها نظرة تصدر من منطلقات شرعية يؤصلها علماء عارفون في الشرع والواقع".
وبيَّن الشيخ البتيري أن "حكومة غزة منطلقاتها -فيما نحسب- إسلامية، وحسن الظن في المسلمين، وكذا الواقع المعاش في غزة، وفقه الإعذار والخلاف، يحتم علينا أن نقبل ما تطرحه قيادات "حماس" من أنهم سائرون إلى إصلاح المجتمع وتوجيهه نحو الإسلام بالتدرج، حتى تتهيأ الأجواء للدخول في السلم كافة".
وحول تطبيق الحدود في حالة مثل قطاع غزة قال البتيري: "إن تطبيق الحدود مطلب شرعي، وغاية قرآنية، لا ينبغي أن يستهان بهما، أو يقلل من شأنهما، ولكنني أرى أن تطبيق الحدود الشرعية قبل التمكين هو خلاف للمنهج النبوي".
وعن رأي العلماء في مسألة الخروج على الحكومة في قطاع غزة قال البتيري: "قضية الخروج من المسائل التي تحتاج إلى علم غزير، وحكمة متأنية، وتقدير سديد لمآلات الأفعال وما يترتب عليها من مصالح ومفاسد، فليس الخروج -أي خروج- مقصودًا لذاته، وإنما لما يترتب عليه من منفعة لهذا الدين".
ولفت إلى أن "العلماء عدُّوا قضية الخروج قضية اجتهادية تقديرية تختلف فيها الأفهام، وتفترق فيها الآراء".