اتهمت رابطة علماء فلسطين جماعة جند أنصار الله بالخروج عن منهاج الإسلام وأنهم أرادوا أن يقلبوا الأمور عكسياً في قطاعنا الحبيب بعد أن استتب الأمن والأمان منذ عامين ونيّف ، وذلك بإعلان إمارة في رفح تأكيداً لما يدّعيه البعض من أجل التأليب على الحكومة الشرعية في غزة ، وإلصاقاً للتطرف والإرهاب بهذه القطعة المباركة من أرضنا المقدسة .
وقالت الرابطة في بيان لها وصل فلسطين الآن :"يجب أن يعلم الجميع أن هؤلاء عناصر قليلة منبتة من المنحرفين المنفلتين الطائشين ليس لهم أي علاقة بأي تنظيم إسلامي ، ولم يظهر لهم نشاط دعوي واضح أو جهادي برغم أن الدعاة عندنا في قطاع غزة يقومون بواجبهم الدعوي على أكمل وجه ، إنهم فقط قاموا بزرع الفتنة في صفوف الشعب الفلسطيني ، وقد ظهرت بسبب الحصار الصهيوني على قطاعنا الحبيب" .
وشددت الرابطة على أن شعبنا الفلسطيني هو شعب عربي مسلم متدين بفطرته ، حريص على دينه ووطنه وشعبه ، ولا يسمح بأن تستباح عقيدته ودماؤه وأعراضه على أيدي سفهاء ضالين ، لذا وجب التنويه لكل راعٍ أن ينتبه لمن يمشي ولده ويصاحبه ، لأن الصاحب ساحب ، ولنحافظ على عقيدتنا وأبنائنا وإخواننا دون الانخراط في أعمال مخالفة للشرع متأولين خطأ تكفير الأمة ووصمها بالردة
جماعة متساوقة مع المنفلتين
وأكدت الرابطة أن هذه المجموعات قامت بالتساوق مع المنفلتين من بقايا العهد البائد للحصول على سلاحهم المخبأ والذي استخدموه ضد شعبنا في فترة الفلتان الأمني البائدة ، لذا كان من الواجب التصدي لهؤلاء حتى لا يرهقوا شعبنا ، ولا يزيدونه عنتاً بشرهم الذي بدا مستطيراً وأصبح كبيراً ، وذلك بإعلانهم الخروج بإمارتهم عن الحكومة الإسلامية الرشيدة"،مضيفة إن مثل هذه العناصر هي من قام بتفجير بيت رئيس رابطة علماء فلسطين الدكتور مروان أبو راس والتفجير الذي حصل في عرس يعود لآل دحلان في خان يونس ، ومراكز الإنترنت والكافي شوب .
وقالت "إن الذين يريدون أن يبحثوا لهم عن مكان وعن سمعة ويريدون أن يصنعوا لأنفسهم مجداً عبر فرض أنفسهم وفكرهم بالقوة مهددين ومتوعدين ، مستغلين الأمن والأمان والحرية التي ينعم بها شعبنا في القطاع متساوقين مع أولئك المنفلتين والمنهزمين أمام المقاومة البطلة" .
خرجوا عن جادة الصواب
وأوضحت الرابطة في بيانها "نسي هؤلاء أن مجموعات كثيرة حاولت الخروج عن جادة الصواب منذ عهد الخلفاء الراشدين ، فقد قتل هؤلاء الخوارج الخليفتين الثالث والرابع رضي الله عنهما مع أنهما مبشران بالجنة ، إلا أن هؤلاء لفكرهم السقيم وعقلهم العقيم ضلوا الطريق فقتلوا من هو مبشر متأولين خروجهم عن منهجهم الذي عشش في عقولهم وإلى وقتنا الحاضر ما زالت تخرج بين الفينة والفينة مجموعات وعناصر ضالة مضلة تغوي سفهاء الأحلام من ليس لهم نصيب من العلم ولا الفقه ، فيضلونهم بغير علم ، ويستغلهم أعداء هذا الدين لتشويه صورته البيضاء الناصعة".
وقال:" وليس بدعاً أن يخرج من بين أبناء شعبنا الفلسطيني إخوة ينادون بما لم ينادي به علماء الأمة وسلفها الصالح من تكفير الأمة ووصمها بالردة ، واستحلال دماء المسلمين وأعراضهم ، والاعتداء على أموالهم بهذا الجنوح الفكري لتستغل بعض شبابنا الطيبين البسطاء ليفرضوا علينا فكراً خارجاً عن المنهج القويم.
الإسلام دين وسط
وأوضحت الرابطة في بيانها أن الإسلام قام على أسس ركينة وقواعد سليمة لا تحتاج إلى كبير عناء في التفكير ، ومنها التدرج في أخذ الناس بشرائعه وحملهم على تعليماته وآدابه ، ولذا كان يُطلب من الناس أن يعلنوا إسلامهم عبر النطق بالشهادتين ، ثم يعلمهم كيف يقيمون الدين في أنفسهم ، وفي أسرهم ليكونوا قدوة حسنة لمن يريد الاهتداء بهديهم .
وقالت في بيانها :"إن آخر ما نزل من آيات الأحكام هي آيات الربا والحدود ، ولا يجوز أن يُبدأ بتطبيق الحدود قبل إقامة دولة الإسلام في نفوس الناس ، وعلى الأرض كي يستطيع المسلمون تطبيقها على أنفسهم وعلى غيرهم ، كما أنه لا يمكن أن تُقلب الأمور فيُبتدأ بتطبيق الحدود دون أن تكون الدولة قائمة ثابتة راكزة ، لذا كان تطبيق الحدود في آخر العهد المدني بعد إقامة دولة الإسلام بسنين ، وإن الذي لا يستطيع أن يحمي نفسه ولا مواطنيه لا يستطيع أن يقيم حداً في الأرض".