أوضح النائب في المجلس التشريعي الدكتور يحيي العبادسة أن الخبرة علمتهم أن الأجهزة الأمنية المختلفة سواء في دول مجاورة أو على المستويات العالمية أو دولة الاحتلال أو حتى سلطة رام الله يمكن أن تحاول تجنيد عناصر في جماعات تكفيرية ضد غزة، مؤكداً أنه لا يوجد حسب علمه تنظيم في قطاع غزة يتبع تنظيم القاعدة.
أفكار غريبة وخبيثة
وقال العبادسة، في حديث خاص لـ"مراسل "شبكة فلسطين الآن" في خانيونس، :" إن هناك مجموعات تتأثر بهذا الفكر في المجتمع، وهي قد تكون ذات منشأ ذاتي في هذا الاتجاه، تقوم على فكر متقارب من فكر التشديد والتعصب في التعامل مع القضايا.
وأشار العبادسة إلى أن هناك مجموعات تتأثر بأفكار العالم الخارجي وتضيق على الشعب ولذلك في مثل هذه الظروف في أي مجتمع يحدث نوع من الرهق الفكري والتشدد والنظرة السوداوية تجاه الجميع وإلى الجميع.
وبين أن هذا يعكس انعكاسات فكرية لفهم الإسلام وأحكام متشددة في هذا الاتجاه، فيفقد الأفراد توازنهم، وتنعكس السيكولوجية على حياتهم والبيئية فيكون ردة الفعل في نوع من العصبية والتطرف.
وذكر النائب في المجلس التشريعي أن هذه المجموعات التي وصل بها الرهط الفكري إلى درجة أن تخرج عن المجتمع ونظامه والسلم الأهلي بالمجتمع وتنادي بأفكار غريبة مثل إعلان إمارة في هذا المكان دون أي حساب للتداعيات والتكاليف والآثار التي يمكن أن تحدث في المجتمع.
وتابع:" عندما كان هذا في الإطار الفكري والمفاهيم كانت المعالجة في إطار الحوارات والدعوة ومحاولة شرح الأمر لهم والتعامل معهم من خلال الأفكار لأن الفكرة لا تحل إلا بفكرة مثلها ولكن عندما انتقلوا من القضايا والاجتهادات الفكرية والخروج المسلح على النظام العام المعمول به داخل المجتمع كانت هذه المعالجة الأمنية التي أدت إلى سقوط هذا العدد من القتلى والجرحى".
مراهقين وصبيان
وحمل العبادسة، هذه الجماعة والتي تحمل أفكار مراهقة وصبيانية مسؤولية ما حدث، وقال عندما تكون المعالجة بهذه الطريقة تكون هذه النتائج، وأن تتبع هذه الظواهر معالجة ثقافية وفكرية وتربوية لتحصين قطاع غزة ووقايته وقاية أهله من الوقوع ووقوع الحركة والتي سندفع ثمنها من سلم المجتمع وغياب السلم الأهلي داخل المجتمع.
وفي معرض رده على سؤال حول تبعية هذه المجموعات لأطراف خارجية ولسلطة رام الله بالتحديد، قال القيادي الفلسطيني :" أنا لا استطيع أن أقول بهذه الأمور فهذه قضايا تكشف عند التحقيقات ولكن التجربة علمتنا أن الأجهزة الأمنية المختلفة سواء في دول مجاورة أو على المستويات العالمية أو دولة الاحتلال أو حتى سلطة رام الله يمكن أن تحاول تجنيد عناصر في هذا الاتجاه".
وشدد أن هناك أطراف مستفيدة من انعدام الأمن في قطاع غزة، وهذه الأطراف قد يكون لها مصلحة في أن تغذي هذه الجماعات بالمال والسلاح والاتصالات في هذا الموضوع، ولا يستبعد ولا نريد أن نستبق الأحداث ولننتظر ما ستسفر عنه التحقيقات مع الذين تم اعتقالهم على خلفية هذه العملية.
بيئتنا لا تساعد
وذكر العبادسة، أن البيئة الفلسطينية بيئة لا تساعد على نمو هذه النماذج المنحرفة فكرياً والتي عندها شرخ في العقيدة والمفاهيم لذلك سرعان ما تنتهي هذه الظواهر، مبيناً أنه ظهر هذا الفكر التكفيري في كثير من الأماكن ومنها مصر وبلاد أخرى وسرعان ما تراجع أصحابه بعد فترة ومراجعات فكرية وفقهية معهم.
وأضاف أنه قبل ذلك ظهر هذا الفكر في قطاع غزة قبل حوالي أكثر من ثلاثين عاما ظهرت جماعات تكفيرية في المنطقة الوسطى ولكن سرعان ما تم اندثارها والقضاء عليها ومعالجة مثل هذه الظاهرة في حينها وانتهت وفي كل فترة قد تظهر مثل هذه الظواهر في أماكن مختلفة، وقال نحن نعتبر قطاع غزة أقل منطقة في العالم ظهوراً لمثل هذه الأحداث.
وأوضح العبادسة ، أن هذه الظاهرة في طريقها إلى الاندثار والمعالجة الشاملة، وهذا يدعونا إلى أخذ الموعظة والعبرة من مثل هذه الظواهر واجتثاثها من جذورها قبل أن تنتشر.
وأكد أن هناك عدد كبير من العلماء والمشايخ والحركة الإسلامية قوية وهم الذين يستطيعون علاج مثل هذه الظواهر، وقال نحن لا نتكلم عن قضية من الممكن أن تنتهي بلحظة وستأخذ بعض التداعيات، ولن تطول وستعالج معالجة شاملة بإذن الله.