أكد الرئيس المصري حسني مبارك أن الدول العربية ستعترف بإسرائيل وتطبع العلاقات معها بعد التوصل لسلام عادل وشامل في الشرق الأوسط وليس قبل ذلك الثلاثاء 18-9-2009.
وبحسب تقرير بثته قناة العربية أوضح مبارك الذي يقوم حاليا بزيارة للولايات المتحدة ان تجربة العرب مع محادثات السلام المتعثرة في اعقاب مؤتمر السلام في مدريد عام 1991 "لا تشجع على اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل".
وفي وقت سابق، دعا المبعوث الامريكي للشرق الاوسط جورج ميتشل الدول العربية "لاتخاذ خطوات ذات مغزى تجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل".
وقال مبارك إنه "أكد للرئيس الامريكي باراك اوباما في القاهرة أن المبادرة العربية تعرض الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها بعد وليس قبل التوصل للسلام العادل والشامل".
وأضاف "وقلت له ان بعض الدول العربية التي كانت تتبادل مكاتب التمثيل التجاري مع اسرائيل قد تفكر في اعادة فتح هذه المكاتب ان التزمت اسرائيل بوقف الاستيطان واستئناف مفاوضات الحل النهائي مع السلطة الفلسطينية من حيث توقفت مع حكومة أولمرت السابقة".
مصر لن تكون طرفا في مظلة دفاعية
وقال مبارك إن مصر لن تكون طرفا في "مظلة دفاعية" لمواجهة إيران النووية لأنها تعنى قبول قوات وخبراء أجانب على أراضنا وهو ما لانقبله وثانيا لأن هذا الطرح ينطوي على قبول ضمني بوجود قوي نووية اقليمية وهو ما لانرضاه، الشرق الأوسط، ليس في حاجة لقوى نووية لا من جانب إيران أو من جانب إسرائيل.
وأشار مبارك إلى انه لم يشعر قط بارتياح مع إدارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش وأشاد باوباما لزيارته الشرق الاوسط وايفاده ميتشل قبل اطلاق مبادرة سلام، مشيرا إلى أن القاهرة تحاول انهاء انقسام حاد بين جماعتي فتح وحماس الفلسطينيتين.
وحث مبارك على عدم تعليق المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية على مسألة الاستيطان بل ان تركز بدلا من ذلك على اتفاق سلام عام ويبدو ان هذه الاشارة تستهدف بشكل مباشر السياسة الامريكية التي تحث اسرائيل على وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية كخطوة اولى نحو اقامة السلام. قائلا "بدلا من القول أوقفوا المزيد من المستوطنات ونحن سمعنا هذا مرات كثرة لاكثر من عشرة اعوام حتى الان وهي لم تتوقف أبدا ما يمكنني ان اقوله ان علينا ان ندرس المسألة برمتها للتفاوض على الحل النهائي".
ونفى مبارك تكهنات بشأن حل مجلس الشعب المصري "البرلمان" وفي وقت سابق، أشارت صحف مصرية مستقلة الى ان مبارك قد يحل مجلس الشعب لابعاد أبرز المعارضين لحكومته كخطوة أولى نحو التوريث بحيث يخلفه في السلطة ابنه جمال (45 عاما).
وتابع مبارك "ليس لدي اليوم أسباب تطرح ضرورة حل البرلمان" وانتقال السلطة الى جمال وهو مسؤول كبير في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ليس قضية محسومة وليس الاحتمال الوحيد لكن محللين يرون انه سيناريو مرجح وكثيرا ما تتناوله الصحف المستقلة.
وأضاف مبارك "لست أنا الذي اقرر ذلك من سيخلفه انه قرار الشعب ان ينتخب الشخص الذي يثقون به من يكون ذلك الشخص حسنا امامنا وقت طويل
ما زال امامنا عامان".
مبارك يلتقي كلينتون
يشار إلى أن الرئيس المصري حسني مبارك التقى امس الاثنين في واشنطن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون وسيلتقي اليوم الثلاثاء مع نظيره الأمريكي باراك اوباما في سبل تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط.
ويعتبر مبارك (81 عاماً) الذي يرأس مصر منذ 1981 حليفاً أساسياً للولايات المتحدة في الشرق الاوسط.
ويقوم مبارك بزيارته في وقت تمارس واشنطن ضغوطاً على اسرائيل لوقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية وتطالب الدول العربية بأن تخطو خطوات الى الامام في تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية.