نفى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل سعي حركته إلى تحويل قطاع غزة الذي تسيطر عليه إلى إمارة إسلامية، عبر محاولة فرض الشريعة الإسلامية، مشددا على أنه ليس من سياسة حركته فرض التدين على أحد، لأن التدين يأتي بالقناعة وليس بالإكراه.
وأشار مشعل إلى أن فرض زي إسلامي موحد على المحاميات خطوة قام بها رئيس مجلس العدل ورئيس المحكمة العليا في غزة، باجتهاد منه، وليس بقرار من حماس أو من الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية.
وفيما يتعلق بمؤتمر فتح السادس اعتبر مشعل أن القرارات التي تم اتخاذها في مؤتمر حركة فتح حول المقاومة الفلسطينية لن يكون لها معنى إذا لم يتم تطبيقها على الأرض. وهذا الموقف لمشعل هو الأول حيال القرارات التي صدرت عن المؤتمر العام لفتح الذي عقد أخيرا في بيت لحم في الضفة الغربية.
ونفى مشعل في مقابلة صحفية أجرتها صحيفة الوطن القطرية, نشرت اليوم الأحد, أن تكون حركة حماس قد سعت إلى إجهاض مؤتمر فتح عبر منع قادة الحركة في غزة من التوجه الى الضفة الغربية وقال إن 'حماس اضطرت إلى عدم السماح بسفر 470 عضوا من فتح إلى غزة لأن الطرف الآخر لم يستجب لطلب الإفراج عن معتقلي حماس في سجون السلطة' الفلسطينية.
كما تمنى مشعل في سياق حديثه عن المصداقية وترجمة السياسات على الأرض وعلى فتح، الوقوف أمام استحقاقات المصالحة بجدية، لافتا إلى أن ذلك يتطلب تجاوز شروط الرباعية كشرط لتشكيل الوحدة الوطنية، والإفراج عن المعتقلين باعتبارهم العقبة الأهم التي تعطل المصالحة.
وشدّد على أن حماس ، دافعت عن شرعية السلطة، وليست متهمة في أحداث 2007، متهما فريق دايتون ، بالاستقواء بالأميركيين و(إسرائيل)، وبأطراف إقليمية لقلب الحقائق.
جلسة الحوار مع فتح قد لا تعقد
وحول مصير الجولة السابعة من الحوار الوطني الفلسطيني المقرر عقدها في القاهرة في 25 من الشهر الجاري، قال :"لا أعلم إن كانت ستعقد في موعدها أم لا"، مشيرا إلى أن "حماس لم تبلغ حتى الآن بشأن أي ترتيبات تتعلق بالحوار المرتقب".
وأضاف "لقد أبلغنا الأخوة في مصر أننا نريد معالجة الخلافات القائمة قبل أية جلسة مقبلة"، لافتا إلى 'ضرورة تسوية جميع الملفات العالقة في شكل جاد قبل الدخول في أي حوار حتى تكتب له سبل النجاح"
كما أبدى مشعل عدم تفهمه لقيام مصر بهدم الأنفاق الحدودية، التي قال إنها اضطرارية لحصول الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على احتياجاته، لافتا إلى أن الفلسطينيين لجأوا إلى الأنفاق عندما أغلقت الأبواب، مشيرا إلى أن الحل الحقيقي هو أن يفتح معبر رفح وجميع المعابر الأخرى وينتهي الحصار على قطاع غزة.
رفض لشروط الرباعية
وأكد مشعل للصحيفة القطرية أن حماس "مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة وأي جهد دولي يخلص الشعب الفلسطيني من الاحتلال،" لكنه جدد رفضه لشروط اللجنة الرباعية الدولية و"لأي شروط مسبقة يضعها الغرب لإجراء حوار مع حماس".
وتطالب اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والامم المتحدة حماس بنبذ العنف والاعتراف ب(إسرائيل)، وتدعو إلى حل يستند إلى قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة تنفيذا لخارطة الطريق الدولية.
صفقة الأسرى
وحول قضية الجندي الصهيوني جلعاد شاليط الذي تأسره حماس في قطاع غزة منذ حزيران/يونيو 2006 قال مشعل :"باستثناء استمرار بعض الوساطات لا يوجد أي انفراج حقيقي بسبب التجاهل الذي يتعامل به رئيس حكومة الاحتلال, بنيامين نتنياهو مع هذا الملف، معتقدا أن بوسعه تخفيض السقف الفلسطيني الذي تقدمت به حماس للإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية".
وعما إذا كان الوسيط المصري قد استنفد أدواته الضاغطة لإنجاح الحوار بعد ست جولات، لم تحقق نتائج إيجابية، أوضح القيادي الفلسطيني، أن حماس ترحب بالجهد العربي والإسلامي ولا تعترض على أي طرف، سواء كان سوريا أو السعودية أو أطرافا خليجية أو شمال إفريقية أو غيرها.
الدعم الإيراني
وحول تطورات أزمة الرئاسة في إيران وانعكاساتها على الدعم الإيراني للفلسطينيين، أكد أن ما يجري في إيران شأن داخلي، لكنه يشغلنا ويقلقنا، محذرا من استغلال أطراف غربية ودولية لما يجري هناك.
وأشار إلى أن تنامي العلاقات بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وإقليم كردستان، لا يعكس الموقف الوطني الفلسطيني، رافضا التعامل مع العراق وفق تقسيمات عرقية أو طائفية، بل مع عراق موحد.
ودعا إلى سرعة حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين على الحدود العراقية ـ السورية، متهما العرب بالتقصير في حل مشكلة هؤلاء، لافتا إلى أن المطلوب تمويل إسكانهم وليس توطينهم.